عاشقان إلى أن ينام القمر
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عاشقان إلى أن ينام القمر
عاشقان الى أن ينام القمر
واجتاحه المرض عنوةً .. ورسم على أوردته شهيقا وحيدا .. منقطع الزفير .. كان كالطفل في قلب الصحراء جاثما في غرفة بيضاء حارة .. تموج بالبياض .. وتفتح نافذتها كالحوت الجائع لتمتص الهواء له من كل أنحاء الضياع الذي سكنه منذ أخر زاوية في الطريق الى هنـــا .. كانت أمنياته تقبع على صدره وتزيد من ألمــــه أكثر .. وعلى ظهره تنبت الأحلام .. بعد أن باتت حشائش ضارة لا نفع لها من بعد خدعة القدر النتنة التي قطعت له كل حبال التعلق بزورق الحياة ..
ها هو الآن يتفقد كل أشيائه الصغيرة .. و يسحب ماضيه بحبل الذكرى من فجوة الذاكرة .. ويرعاها كأنها أطفالـــــــه . وكما اجتياح المرض ... اجتاحته أيضا ذكرى غناء القمر لهما يوم التقيــــــا ..يوم غصّت الدنيا بالعشب الأخضر .. و بكت السماء دموع الفرح لهبوب رياح الحب في داخلــــــــه .. ونبت الأمل من بين العروق .. حينها أيقن في هذا اليوم أنه يوم مولده ..
كانا متحابـــان .. ومازالا حتى الآن ..
هو الآن وحيدا جالسا والبياض يكبل الوقت وجدران الغرفة .. يرسم وجهها الباكي من ألوان الورد الذابلة .. والتي أطاعت قدرها في الذبول في قارورات من بلور ..من بعدما استنشقت كل هواء الوجود وكل دمع الجفون ..
ليسمع - في مباغتة لثانية .. الوقت - قرع قدميها في مضمار القدوم .. وكأنها تمشي على جسده كلما أسرعت ..كلما أسرعت دقات قلبه بالنبض .. هو يراها وكأنهــــا معــه .. يسمع صوتها وكأنها تحدثه ..يرمق عيونها الباكية وكأنها تقبله ..وكبركان ثائر يصرخ .. فاجئه حديثها مع طبيبه ..
اتركوني أدخل إليـــــــه .. دعوني أراها .. لن أتركه هنـــــا .. ما زال لدينا ما لم ننجزه بعد ..لن ننتهي بعد من هذه الحياة .. مازال لديه وعود لم ينفذها ..و موعد على ضفاف الزواج ..
كان كلامها وكأنها حقنة بكاء .. حضن صورتها و اختبئ وراء غطاء سريره يجهش بالبكاء ودمعه يبلل صورتها والغطاء ..كان بكائه كإعصار مكبوت تنهشه الغيوم ..
اخرج عيونه من تحت الغطاء كهارب من مقصلة الموت .. رغم أنه يعلم أن وجدها معه كان الحياة ..
ليصطدم رأسه بدخولها صحراء غرفته .. خائفة .. مبعثرة الخطوات ..عيونها محقونة بالدمع الطليق .. جسمها يرتجف وكأنه يوم اللقاء الأول والأخير .. تتمعن وجهه المريض وعيونه التي تبرق حبـــا وتهطل دمع حنين ..
تعثرت بجسمه النحيل ممدا في أنحاء السرير ..حبست أنفاسها وجلست متخبطة بنظراتها لتحول نظرها على غرفته وكل شيء يمنعها من رؤيته ويمنع إحساسها بحرارة وجوده ..!! لكن هذا كان شيئا من ضروب المستحيل .............!!!!
يغتاله صوتها .. " كيف أصبحت ؟؟"
اختنق بدمعه ..وقال : الحمد لله ..
(" لتضحك في سرها .. وتقول مازال كبريائه كالجبال ........لكنني أحبه ..رغم عناد الجبال ") ..
وتقول .. " اشتقت إليك " .. وكأنها تكررها ... يجيب هو دون دخول نغمها للنشاذ ..
لتقترب منه أكثر .. وتمسك يده الباردة وتقبلها .. وتخفي وجهها عنه ..خوفا من هطول الدمع من جديد ..
وتقول: "ما أجمل هذه الورد "..
يجيب " لكنها ذابلة .. ريتـــا أتدري أنك أجمل من كل الورد لكنك لا تذبلي "...
تسرع بإجابته .. "من بعدك ذبولي "..
ليعم الصمت أرجاء المكان .. صمت مخيف يغلف الغرفة ..ليسمح للريح أن تدغدغ ستائر النافذة .. وتدخل لتسكن خصال شعره .. لتسرع وتغلق النافذة ..
"خوفــها من النافذة غير مريح "..يقول في سره ..
أجابته ... " لن أدع الموت يدخل إليك .. سأغلق كل فجوة يدخل منها .. حتى ولو كانت أنفاسي " ..
ليضحك ..بصوت متعب أكثر من السابق ..
ويقول .. أتذكرين فيلم // مدينة الملائكة// .. يقولون أن الملائكة حينما تأخذ أرواحنا .. يسألوننا ..!!!
عن الشيء الذي أحببنها أكثر في حياتنا ....أتدري إن سألوني ماذا ستكون إجابتي .
ليتابع من دون انتظارٍ لإجابتها .. ويقول ..
أنـــــــــــتِ .......!!!!
وتسرع وتقول وأنت أجمل حدث في حياتي .. وسأكمله حتى النهاية ..
ليقولا في الوقت نفسه .. عاشقان الى أن ينام القمر ..!!!
لتتجول ريح .. مجهولة الطعم .. صامتة الاثر ...لتسكن المكان ..
لتختلف درجات تنفسه .. ويتلعثم بها .. وكأنها باتت حمل ثقيل على رئتيه ..
ويصرخ جهاز تخطيط القلب بإنذار أرعش وجهها حتى اصفر ..... وصفّر الجهاز بانعدام النبض .
وهي ترمقه بخوف شديد .. لتقترب أكثر منه ..
وتمسك له يداه .. تتسرع أنفاسه ..كسرعة قطار ..
و تشد على يده كلتا يديها .. وتهطل عيونها مرة أخرى بدمع بلل له وجهه ..
ويهطل هو خوفا من انتهاء صلاحيته مكبلا بالسرير
لتقف أنفاسه دقيقة صمت عليه .. لتصرخ هي ..ماذا بك ؟؟ .. أجبني ............
لكن عيونه تكتفي بالصمت المشبع بالدمع ويديه تحضن صورتها بخجل ...
لتنفجر هي ...
.
.
.
.
لاااااا.. لن أدعك تموت .... لن أدعك تموت
.
.
.
.
.
.
.
أتدرون يا أصدقائي .....
أنه مازال صوتها يدق أرجاء السماء .. يدق في ثنايا روحه حتى من بعد الممات ..لتوقظه .. وتذكره ..
لن أدعك تموت ...... لن أدعك تموت
لكنــــــه نــــــــــــام
واجتاحه المرض عنوةً .. ورسم على أوردته شهيقا وحيدا .. منقطع الزفير .. كان كالطفل في قلب الصحراء جاثما في غرفة بيضاء حارة .. تموج بالبياض .. وتفتح نافذتها كالحوت الجائع لتمتص الهواء له من كل أنحاء الضياع الذي سكنه منذ أخر زاوية في الطريق الى هنـــا .. كانت أمنياته تقبع على صدره وتزيد من ألمــــه أكثر .. وعلى ظهره تنبت الأحلام .. بعد أن باتت حشائش ضارة لا نفع لها من بعد خدعة القدر النتنة التي قطعت له كل حبال التعلق بزورق الحياة ..
ها هو الآن يتفقد كل أشيائه الصغيرة .. و يسحب ماضيه بحبل الذكرى من فجوة الذاكرة .. ويرعاها كأنها أطفالـــــــه . وكما اجتياح المرض ... اجتاحته أيضا ذكرى غناء القمر لهما يوم التقيــــــا ..يوم غصّت الدنيا بالعشب الأخضر .. و بكت السماء دموع الفرح لهبوب رياح الحب في داخلــــــــه .. ونبت الأمل من بين العروق .. حينها أيقن في هذا اليوم أنه يوم مولده ..
كانا متحابـــان .. ومازالا حتى الآن ..
هو الآن وحيدا جالسا والبياض يكبل الوقت وجدران الغرفة .. يرسم وجهها الباكي من ألوان الورد الذابلة .. والتي أطاعت قدرها في الذبول في قارورات من بلور ..من بعدما استنشقت كل هواء الوجود وكل دمع الجفون ..
ليسمع - في مباغتة لثانية .. الوقت - قرع قدميها في مضمار القدوم .. وكأنها تمشي على جسده كلما أسرعت ..كلما أسرعت دقات قلبه بالنبض .. هو يراها وكأنهــــا معــه .. يسمع صوتها وكأنها تحدثه ..يرمق عيونها الباكية وكأنها تقبله ..وكبركان ثائر يصرخ .. فاجئه حديثها مع طبيبه ..
اتركوني أدخل إليـــــــه .. دعوني أراها .. لن أتركه هنـــــا .. ما زال لدينا ما لم ننجزه بعد ..لن ننتهي بعد من هذه الحياة .. مازال لديه وعود لم ينفذها ..و موعد على ضفاف الزواج ..
كان كلامها وكأنها حقنة بكاء .. حضن صورتها و اختبئ وراء غطاء سريره يجهش بالبكاء ودمعه يبلل صورتها والغطاء ..كان بكائه كإعصار مكبوت تنهشه الغيوم ..
اخرج عيونه من تحت الغطاء كهارب من مقصلة الموت .. رغم أنه يعلم أن وجدها معه كان الحياة ..
ليصطدم رأسه بدخولها صحراء غرفته .. خائفة .. مبعثرة الخطوات ..عيونها محقونة بالدمع الطليق .. جسمها يرتجف وكأنه يوم اللقاء الأول والأخير .. تتمعن وجهه المريض وعيونه التي تبرق حبـــا وتهطل دمع حنين ..
تعثرت بجسمه النحيل ممدا في أنحاء السرير ..حبست أنفاسها وجلست متخبطة بنظراتها لتحول نظرها على غرفته وكل شيء يمنعها من رؤيته ويمنع إحساسها بحرارة وجوده ..!! لكن هذا كان شيئا من ضروب المستحيل .............!!!!
يغتاله صوتها .. " كيف أصبحت ؟؟"
اختنق بدمعه ..وقال : الحمد لله ..
(" لتضحك في سرها .. وتقول مازال كبريائه كالجبال ........لكنني أحبه ..رغم عناد الجبال ") ..
وتقول .. " اشتقت إليك " .. وكأنها تكررها ... يجيب هو دون دخول نغمها للنشاذ ..
لتقترب منه أكثر .. وتمسك يده الباردة وتقبلها .. وتخفي وجهها عنه ..خوفا من هطول الدمع من جديد ..
وتقول: "ما أجمل هذه الورد "..
يجيب " لكنها ذابلة .. ريتـــا أتدري أنك أجمل من كل الورد لكنك لا تذبلي "...
تسرع بإجابته .. "من بعدك ذبولي "..
ليعم الصمت أرجاء المكان .. صمت مخيف يغلف الغرفة ..ليسمح للريح أن تدغدغ ستائر النافذة .. وتدخل لتسكن خصال شعره .. لتسرع وتغلق النافذة ..
"خوفــها من النافذة غير مريح "..يقول في سره ..
أجابته ... " لن أدع الموت يدخل إليك .. سأغلق كل فجوة يدخل منها .. حتى ولو كانت أنفاسي " ..
ليضحك ..بصوت متعب أكثر من السابق ..
ويقول .. أتذكرين فيلم // مدينة الملائكة// .. يقولون أن الملائكة حينما تأخذ أرواحنا .. يسألوننا ..!!!
عن الشيء الذي أحببنها أكثر في حياتنا ....أتدري إن سألوني ماذا ستكون إجابتي .
ليتابع من دون انتظارٍ لإجابتها .. ويقول ..
أنـــــــــــتِ .......!!!!
وتسرع وتقول وأنت أجمل حدث في حياتي .. وسأكمله حتى النهاية ..
ليقولا في الوقت نفسه .. عاشقان الى أن ينام القمر ..!!!
لتتجول ريح .. مجهولة الطعم .. صامتة الاثر ...لتسكن المكان ..
لتختلف درجات تنفسه .. ويتلعثم بها .. وكأنها باتت حمل ثقيل على رئتيه ..
ويصرخ جهاز تخطيط القلب بإنذار أرعش وجهها حتى اصفر ..... وصفّر الجهاز بانعدام النبض .
وهي ترمقه بخوف شديد .. لتقترب أكثر منه ..
وتمسك له يداه .. تتسرع أنفاسه ..كسرعة قطار ..
و تشد على يده كلتا يديها .. وتهطل عيونها مرة أخرى بدمع بلل له وجهه ..
ويهطل هو خوفا من انتهاء صلاحيته مكبلا بالسرير
لتقف أنفاسه دقيقة صمت عليه .. لتصرخ هي ..ماذا بك ؟؟ .. أجبني ............
لكن عيونه تكتفي بالصمت المشبع بالدمع ويديه تحضن صورتها بخجل ...
لتنفجر هي ...
.
.
.
.
لاااااا.. لن أدعك تموت .... لن أدعك تموت
.
.
.
.
.
.
.
أتدرون يا أصدقائي .....
أنه مازال صوتها يدق أرجاء السماء .. يدق في ثنايا روحه حتى من بعد الممات ..لتوقظه .. وتذكره ..
لن أدعك تموت ...... لن أدعك تموت
لكنــــــه نــــــــــــام
aJgJI JIjJj- عضو غير شكل
- عدد الرسائل : 332
تاريخ التسجيل : 21/04/2008
رد: عاشقان إلى أن ينام القمر
قصة مؤثرة فعلا
حسيت حالي رح دمع شوي تانية
شكرا
حسيت حالي رح دمع شوي تانية
شكرا
almayasa- نائبه المدير
-
عدد الرسائل : 270
تاريخ التسجيل : 16/04/2008
رد: عاشقان إلى أن ينام القمر
مشكورة على المرور المياسة
aJgJI JIjJj- عضو غير شكل
- عدد الرسائل : 332
تاريخ التسجيل : 21/04/2008
رد: عاشقان إلى أن ينام القمر
زهرة يسلمو على مرورك
aJgJI JIjJj- عضو غير شكل
- عدد الرسائل : 332
تاريخ التسجيل : 21/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى