شباب العرب لكل العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المهــــــــــــــــرج 3

اذهب الى الأسفل

المهــــــــــــــــرج 3 Empty المهــــــــــــــــرج 3

مُساهمة من طرف زائر الخميس مايو 01, 2008 4:12 am

الفصل الثالث:
_________
(مركز مراقبة على حدود الوطن العربي في الوقت الحاضر. صقر قريش موقوف في النظارة.
المهرج يحمل معروضاً ويعاتبه من وراء القضبان).
المهرج: حذَّرتُكَ سلفاً. سلفاً حذَّرتُكَ يا مولاي. فلم تأبه ولم ترعو (يقلده بمرارة) أيها السائس
اسرج لي جواداً بسرعة الريح. سأحرر فلسطين.. تفضلْ حرِّرْها.
صقر: (بتفاؤل عجيب) طبعاً. سأحرّرُ فلسطين والأندلس والاسكندرون.
المهرج: (ساخراً) ولا تنسَ انطاكيه والصومال وأرتيريا وعربستان.
صقر: ان شاء الله.. إن شاء الله العلي القدير، لن أبقي على شبر واحد محتل.
المهرج: مولاي.. هل أنت على ما يرام؟
صقر: طبعاً . إن هي إلا اجراءات شكلية.. سؤال وجواب وأمضي حيث أشاء.
المهرج: ومن قال لك هذا الهراء؟
صقر: أحفادي. الدَّورية التي أوقفتني على الحدود.
المهرج: (نائحاً) سؤال وجواب. مولاي أنت لا تعرف ماذا يعني السؤال والجواب لديهم
قد تموت وتتعفَّنُ هنا وراء هذه القضبان قبل أن ينتهي ذلك السؤال وذاك الجواب.
الشرطي: العهودُ التي تتحدَّثُ عنها زالت وانتهت. الآن عهد الكفاح عهد الحرية.
المهرج: عهد الحرية.. وأعظم قائد في تاريخ العرب يقفُ وراء القضبان كالقتلة والمهربين.
الشرطي: كل المواطنين سواسيه أمام القانون.
المهرج: ولكن هناك استثناءات . هذا الرجل ليس كبقية الرجال.. لو ساعدتَهُ فقد يُدوِّنُ
اسمك في التاريخ.
الشرطي: ما يهمني بالدرجة الأولى أ، يدون اسمي في جدول الرواتب. مَنَعْتُ أشهرَ مطربة
من متابعة السفر لأنها لم تحصلْ على تأشيرة دخول.. مع أنها.. إنك تسمع على كل حال.
صوت المطربة: سأرفع القضية إلى جميع الجهات وإلى أعلى المستويات (تدخل)
الشرطي: أتمنى ذلك. علّهم يحسُّون بوجودي (وهو منصرف إلى عمل من الأعمال)
المطربة: (تلتفت إلى المهرج) شرطي. بماذا تتحدَّثُ إلى شرطي؟
المهرج: (يُفاجأُ بأنها ذات الممثلة التي لعبتْ أمامه دور ديدمونه في يوم من الأيام) ديدمونه.
المطربة: (وكأنها لا تعرفه) أهلاً.
المهرج: (مصدوماً) مابك؟ هل تشعرين بمغص؟
المطربة: (متنهدة باستعلاء) أبداً إنها متاعب الشهره. أصبحتُ فوق الريح.
المهرج: لماذا؟ هل تعملين مضيفه؟
المطربة/ إنني أشهرُ مطربة يا هذا.. ألا تشاهد التلفزيون وتقرأ الصحف، وتسمع الاذاعات.
المهرج: من سوء حظي كنت مسافراً في الـ ...
صوت المدير: ما هذه الفوضى على الحدود، وهذه الأقذار أمام المركز.
الشركي: (بارتباك) انتبهوا . جاء المدير يا سيدتي.
المطربة: لا تتملَّقْني ، ستنالُ عقابك.
المدير: (يدخل ومعه مجلة فنية) ألا يوجد نظام؟ ألا يوجد مكنسه بمجرّدِ أن أغيب تدب الفوضى.
الشرطي: احترامي سيدي..
المدير: (للمهرج) نعم ماذا تريد.
المهرج: جئتُ بخصوص.
المدير: (وقد انتبه لوجود المطربة وهي تدخِّن بغيظ) يا لها من مفاجأة. أيةُ ريحٍ مباركة حطَّتْ
بك في مكتبي الموحشِ في أطراف الصحراء.
المطربة: وما الذي يأتي بي إلى هنا.. أو هناك غيرُ الفن.
المدير: وأنا الذي أنجزتُ أعمالاً يعجزُ عنها المارشالات هذا الأسبوع لأكون حراً هذا المساء
وأسهر في الملهى الذي تعملين فيه.
المطربة: ولكن حفلتي لهذه الليلة قد تلغى.
المدير: لماذا؟ هل من مناسبة دينية؟
المطربة: بل لأنني مُنعتُ من متابعة السفر.لأنني لم أحصل على تلك الخربشة على جوازسفري.
المدير: وأيُّ مغفل تَعِسٍ منعك من الدخول؟
المطربة: هذا الماريشال
الشرطي: سيدي المدير
المدير: أيها الطبلُ الأجوف.. كيف تُقْدِمُ على فِعْلَةٍ شنيعةٍ كهذه؟
الشرطي: سيدي.
المدير: اخرس. ألا تقرأ الصحف؟ ألا تشاهد التلفزيون ألا تسمع الإذاعة؟ شرطي بماذا
تتحدثين إلى شرطي.
المطربة: (وهي تنظر إلى ساعتها) وجمهوري كما تعرف لا يطيق الانتظار.
المدير: (وهو يؤشر على جواز سفرها) ستتابعين سفرك في الحال.. ولكن ليس قبل أن
تتقبَّلي ضيافتنا (للشرطي) تحرَّكْ (يشعل لها لفافتها)
المطربة: شكراً
المدير: والآن ما أخبار الفن؟
المطربة: باهظ الثمن أيها المدير.. ثياب وأحذية . أنت تعرف.
المهرج: سيدي..
المدير: (يرمقه بنظرة جامدة) وما أخبار ميمي وفوفو
المطربة: فوق الريح.
المدير: عظيم .. عظيم
المهرج: سيدي
المدير: ( بغلظة) نعم. ماذا تريد؟
المهرج: سيدي بعد الاطمئنان على أخبار ميمي وفوفو وسوسو.. أرجو منك التلطُّفَ والنظر
في مشكلة ذلك المسكين.. صقر قريش.
المدير: صقر من؟
المهرج: صقر قريش.. عبد الرحمن الداخل
المدير: (متنفساً الصعداء ومنفجراً بالضحك) تقصد ذلك الأهبل الذي يدّعي أنه
الشرطي: (عائداً مع زجاجتي مرطبات) ليس أهبلاً يا سيدي
المهرج: طبعاً
المدير: أهبلُ أو يدّعي الهبل.. فهو طريفٌ (للمطربه) بل أطرف محتال رأيتهُ في
حياتي (للمطربه) ما رأيك ببعض التسلية.
المطربة: (على مضض) ولكن بسرعة.. فجمهوري كما تعرف.
المدير: احضره أيها الشرطي
المطربة: (تنظر ناحية النظارة) يا لها من لحية.. أنا أتبرع له بإجرة حلاقة
المدير: ربما كان من الخنافس (يتقدم صقر قريش برفقة الشرطي)
صقر: السلامُ عليكم يا أحفادي
المدير: لا يتكلم إلا الفصحى
المهرج: (يقوم بالتعريف) مولاي أقدِّمُ لك
صقر: (مشيحاً ببصره وقد راعَهُ منظر العُري وهي تلفُّ ساقاً على ساق) أعوذ بالله أأنت
حفيدة خولة وزينب والخنساء.. أعوذ بالله.. أعوذ بالله..
(المدير والشرطي غارقان في الضحك)
المطربة: (تنهض مذعورة) يا ماما ..
المهرج: (يستوقفها) إنه فاتح الأندلس
المطربة: (تخرج خائفة) باي .. باي
المدير: باي .. باي
المهرج: لا تلمْها يا مولاي .. البطلُ في نظرها.. هو الذي يفتح لها زجاجة وسكي..
زجاجة شمبانيا وليس الأندلس.
المدير: طريف.. طريف.. لماذا لا يعملُ في التمثيل؟
المهرج: (يساعد صقر قريش على الجلوس) اجلس يا مولاي .. اجلس وستنفرجُ عما قريب
إن شاء الله.
المدير: (وقد عادت إليه جديته) قفْ أين تظنُّ نفسك يا هذا؟
صقر : (يقف ) في بلدي .. في وطني
الشرطي: ولا تعبثْ في لحيتك كلما افْحَمَك الجواب.
المدير: اسمك (يشير على الشرطي كي يسجل الافادة)
صقر: مرة ثانية؟
المدير: مرة ثانية، وثالثة ورابعة.. حتى تعترف صراحةً من أنت؟ وماذا جئتَ تفعل في بلادنا
صقر: أجبتك بوضوح من قبل
المدير: ما من شيء واضح. إنك مجموعة طلاسم. قلت لك منذ اعتقالك.. هات شاهدين ..
شاهدين فقط.
المهرج: ألا تكفي شهادتي؟
المدير: لا . القانون صريح (يرن الهاتف يرفع السماعة) أي بطل هذا.. لا يعترفُ به
اثنان من المحيط إلى الخليج (على الهاتف) الو نعم. نعم مركز الحدود. ولا أية اشارة أم م..
(يغلق السماعة) شكراً . لم يجدوا له أو لعائلته أي اشارة في دوائر النفوس استنفرْنا
عدة مخاتير للبحث في هذه القضية دون جدوى.
الشرطي: مشبوه
المدير: وغامض.. (لصقر قريش) أعزب أم متزوج؟
صقر: متزوج و
المدير: وكم ولداً عندك؟
صقر: إنهم كثيرون
المدير: (غاضباً) وكيف تعيلُهم. ما هي ثروتك؟ ماذا تملك؟
صقر: أملك إيماني
المدير: (ساخراً) إيمانك؟ وأين تودعُهُ في أيّ بنك؟
الشرطي: (منسجماً في السخرية) بنك انترا
المدير: اسكت (متابعاً الاستجواب) تقول إنك مولود في عام 113 هجرية. وهذا يعني أن
عمرك الآن أكثر من ألف ومائتي سنة. فأين كنت طوال هذه المدة؟
صقر: في المقبره
المدير: ولماذا خرجت منها؟
صقر: لأحرِّر فلسطين فنحن لا نقبل
المدير: لن نقبل؟ من أنت؟ باسم من تتكلم؟
صقر: باسم الموتى والشهداء باسم خالد وعمر.. والسلولي والحجاب، والزمخشري
وقنسرين وابن بخت، وابن قطز.
المدير: ايه . أية أسماء أعجميه هذه (للشرطي) هل فهمت شيئاً؟
الشرطي: ولا كلمة
المهرج: هذه أسماء أعجميه. أما سوسو وفيفي ومومو . فهي أسماء جاهلية.
المدير: اسمع يا هذا .. إنني مريض. مصاب بالجلطة.. ولذلك فقد أموتُ في أية لحظة،
ولكنني سأحاول المستحيل.. لكي أظلَّ حياً.. وأكشفَ سرّ هذا الرجل الغامض (لصقر) نعم أكمِلْ.
صقر: باسمهم جميعاً جئت أسألكم كيف أضعتم فلسطين والأندلس واسكندرون؟
وبأيّ وجهٍ بعد ذلك تأكلون وتشربون وتمرحون؟
المدير: هل انتهيت؟
صقر: لا. لم أنته أيها الأحفاد العاقون. لقد تركنا لكم الراية العربية أنقى من ماء المُزْن.
أنصعَ بياضاً من لِحى القديسين. وها هي تصبحُ أشدَّ قذارة من ممسحةٍ للوحل.
لماذا أيها الأحفاد العاقون لماذا؟ (يدير وجهه ويمسح دموعه)
الشرطي: هل أسجِّلُ هذا الهراء؟
المدير: لا. إنه دجّالٌ منافق.
صقر: إنني صقر قريش.. عبد الرحمن الداخل
المدير: ما أعرفه فقط، أنك داخل إلى البلاد خِلْسةً وليس في حوزتك أي إثبات للشخصية
لا هوية، ولا دفتر خدمة ولا إخراج قيد ولا حتى دفتر صحة.
الشرطي: ولا شهادة سواقه
المدير: وعلى رأسهم جميعاً . جواز السفر. أين جواز سفرك؟
صقر: ولماذا جواز السفر؟
المدير: على كل مواطن يرغب في الانتقال من بلد إلى بلد أن يصطحبَ معه جواز سفرٍ مثل
هذا وهذا وهذا (يعرض عليه نماذج من جوازات السفر)
صقر: ومتى كان العربيُّ بحاجة إلى إذنٍ حتى يتجول في أرض آبائه وأجداده؟
المدير: لقد انتهى عهد الفوضى والمحسوبية، وجاء عهد القانون والنظام
الشرطي: والديموقراطية
المدير: والديموقراطية. إن الوحدة العربية لم تعدْ مجرَّدَ شعارات عاطفية بل أبحت واقعاً
منظماً فاعلاً متفاعلاً (يسعل) هذه الجلطةُ ستقتلني. فكيف تريد مني التسليم بما تدّعيه
دون أي قرينة أو اثبات؟ (صقر قريش يفتش عبه وجيوبه بحركة لا شعورية خائبة)
المهرج: وهل على النسر أن يحملَ هويةً بين جناحيه حتى يُثْبِتَ أنه نسر.
المدير: لا أ عرف . لا أعرف. (لصقر قريش) من دفعك إلى هذه المهمة؟
الشرطي: مهمة تحرير فلسطين.
صقر: واجبي
المهرج: النخوة العربية هل نسيتها؟
المدير: لأنني متمسك بنخوتي وعروبتي لا أرضي أحداً. ليس كل من ادّعى الوطنية
هو وطني معظم الذين نقبض عليهم على الحدود يتظاهرون بالوطنية. ولذلك من واجبي
أن أدقِّقَ في كل شخص يثيرُ الريبة، من هو ؟ من أين قادم؟ إلى أين ذاهب ولماذا؟
وكيف ومتى؟ فبلادنا كما تعرف تخوض معركة حياة أو موت. ولذلك فما الذي يثبت
لي أن حضرته ليس عميلاً أرسلته الأمبريالية لتنفيذ مخططاتها؟
صقر: عميل للغرباء.. ضد وطني وبلادي؟ وأنا الذي شاب سيفي قبل شعري في الدفاع
عن ترابها ومقدساتها
المهرج: سيدي: حكِّم العقل يا سيدي.. إنسان يتحدث بهذه العاطفة.. بهذه اللغة التي لا خطأ
فيها ولا لَحْن يمكن أن يكون عميلاً أو خائناً.
المدير: هذا ليس دليلاً كافياً. غلوب باشا. أبو حنيك كان ينطق العربية بأحسن ما ينطقها
الأدباء والمفوَّضون الفطاحل.. مع ذلك ماذا أثبتت الأيام. أثبتت أنه جاسوس.
الشرطي: حقير
المدير: وكذلك لورنس العرب وعشرات وعشرات غيرهم ممن يَفِدون إلينا تحت اسم خبراء
وعلماء.. وفنانين.
المهرج: يا لتقلبات الزمن. هل أصبح الذي يتكلّم اللغة العربية الفصيحة عميلاً،
والذي يتكلم العامية وطنياً؟
المدير: طبعاً. الوطني هو الذي يتحدَّثُ بلغة الشعب
الشرطي: بلغة الجماهير
المهرج: وهذا اللباس وهذه البشرة.. أي أوربي أو روسي له هذا اللون العربي الأصيل؟
المدير: وهذا أيضاً ليس بالدليل الكافي. ربما اكتسب هذه السُمرة من السباحة
الشرطي: أو ربما صبغوه قبل إرساله إلينا
المهرج: إنه ليس باباً أو خزانة حتى يصبغوه. إنه صقر قريش عبد الرحمن الداخل (يرن الهاتف)
المدير: بل دجالٌ منافق (يشير للشرطي) اعِدْهُ إلى النظارة.
صقر: (للمهرج) اعطني من هذه .. التي تخفِّفُ الهموم
المهرج: (يعطيه سيجارة) لقد وقعتَ يا صقر قريش. وجيمس بوند لن ينقذك من هذه الورطة.
صقر: مهما يكن إنهم أحفادي وأغفرُ لهم
المهرج: ركبتَ رأسك قبل جوادك وجئتَ وفي اعتقادك أنك ستلقى الأمة العربية
بأسرها تمتطي الخيول وهوادج الجِمال بانتظارك.. وها أنتَ تُعامل كمكنسة.
المدير: الو.. نعم.. نعم
صقر: ما زلتُ متفائلاً. قد ينتابني الشوق والغضب والدهشة، ولكن اليأس لن ينتابني
أبداً (يربت على خدّ المهرج قبل أن يدخل النظارة ثم فجأة يصغي الجميع بانتباه
للحديث الدائر على الهاتف).
المدير: أظنه إما عميلاً خطيراً أو مهرباً أكثر خطورة وفي الحالتين (ممتقع الوجه وعيناه
على صقر قريش مشيراً بيده) ماذا؟ لا يمكن. مستحيل أن أخطئ إلى هذا الحد..
أتحمَّلُ المسؤولية. وهل أنا منجم حتى أتعرف على شخصية مندثرة منذ ألف عام.. أمرك ..
يا سيدي (يضع السماعة ويهرع إلى صقر قريش متضرعاً) مولاي.. مولاي اغفرْ لي
قسوتي وبلاهتي.. (راكعاً أمامه) مولاي صقر قريش.. في ثيابك رائحةُ الأندلس، في
عينيك أنوارُ غرناطة (أبواق سيارات وضجة في الخارج)
المهرج: وأخيراً.. وأخيراً يا مولاي (يتعانقان بحرارة وهما يسمعان الهتافات في الخارج)
أصوات: عاش.. صقر قريش.. عاش. عاش. عاش
المدير: (الشرطي) تحرّّكْ. لا تقفْ كالأبله.. المدير العام في طريقه إلينا (يخرجان بينما يدخل
عدد من الناس متحمسين وهم نفس الأشخاص الذين رأيناهم كمتفرجين في الفصل الأول
يتقدَّمهم صحفيون ومصورون ويتكومون على صقر قريش يمطرونه بالأسئلة وهو يجفل أمام
عدسات التصوير كالجواد البرّي وقد دخل قاعة العرض للمرة الأولى)
صوت: مرحباً بجدنا الخالد
صوت: مرحباً بجدنا العظيم
الصحافي الأول: متى فتحت الأندلس؟
صقر: منذ ألف عام.. أهلاً بأحفادي أهلاً
الصحافي الثاني: ماذا تحبُّ من ألوان الطعام
الصحافي الأول: ماذا تحبُّ من ألوان اللباس
صقر: لا أحبُّ سوى بلادي.. وطني بلادي
الصحافي الثاني: ولأية غاية جئتم؟
صقر: لتحرير فلسطين
الصحافي الأول: وأين تقيمون الآن؟
صقر: في النظارة.. لقد سمعت مؤخراً أن فلسطين قد ضاعت
الصحافي الثاني: ما رأيك بنزع السلاح؟
الصحافي الأول: ما رأيك بدخول الصين للأمم المتحدة؟
صقر: وقد آلمني أشد الألم.. بوركتم من شعب. بوركتم من أمة..
الصحافي الثاني: ما رأيك بالتجارب الذرية تحت الأرض؟
صقر: وقد آلمني أشد الألم
الصحافي الأول: والتجارب الذرية فوق الأرض؟
المهرج: ابعدوا عنه يا اخوان.. ابعدوا عنه يا شباب من له سؤال فليوجهه إلي.. أنا
سكرتيره الصحفي
أصوات: عاش جدنا العظيم
أصوات: عاش عاش عاش
صقر: يا أحفادي وقرة عيني سمعت مؤخراً أن فلسطين قد ضاعت (يدخل المدير والشرطي
ويشرعان في إخراج الموجودين)
المدير: من سمح لكم بالدخول
الشرطي: اخرجوا .. اخرجوا
صقر: (متابعاً خطابه) وقد شُرِّدَ أهلها، واننُهِكَتْ مُحرَّماتُها.. وقد آليتُ على نفسي
أصوات: عاشت فلسطينُ حرةً مستقلة
أصوات: عاشت عاشت عاشت
صقر: وقد آليتُ على نفسي ألا آكل وألا أشربَ
أصوات: الموت للخونة
صقر: فإلى السلاح أيها العرب
(يدخل في هذه الأثناء رجل هام يطلق عليه اسم "المسؤول" يقف له المدير والشرطي باحترام).
المسؤول: من أبلغ الصحافة.. اطردوهم في الحال، لا تبقوا على أحد.
الرطي: بسرعة.. بسرعة..
صقر: إلى المعركة
المسؤول: (يشير للشرطي كي يعيد صقر قريش للنظارة فينصاع في الحال) لا تدعوا أحداً يراه.
المدير: ولكن كيف خرج من المقبرة يا سيدي؟
المسؤول: هذا دليلٌ على أن الإنسان العربي أقوى من الموت (لأحد المصورين الصحافيين)
اخرجْ وإلا حطَّمتها على رأسك.
صقر: (والشرطي يدفعه داخل النظارة) أين سيفي؟ أين درعي؟
الشرطي: إننا نشحذه يا مولاي
(تدخل شخصية أجنبية يسارع المسؤول والمدير إلى تحيتها باحترام بالغ. والشخصية تعلَّق
قبعتها في مشجب وتدخل إلى غرفة جانبية).
المدير: ما هذه الطلاسم يا سيدي.. من هذا الأجنبي وماذا جاء يفعل؟
المسؤول: اجتماع هام.. ستعلم في الحال.. (للشرطي) لا نريد أية ضجة (يدخل إلى الغرفة
الجانبية ويتبعه مدير المركز. الشرطي يغلق الباب ويقف أمامه كالحارس. يدخل المهرج
حاملاً باقاتٍ من الزهور، والفرح مازال يغمره لتطوراتِ الموقف لصالح صقر قريش)
المهرج: زهور وهتافات يا مولاي (يفاجأ بخلو المركز وبالصمت المطبق) أين الأمير؟
الشرطي: (يعترضه) هس
المهرج: أين الأمير؟ هل ذهب بدوني.
صقر: (من وراء القضبان) إنني هنا
المهرج: (بغضب واستغراب) من أعادك إلى النظارة؟ ما هذه اللعبة؟
الشرطي: الأوامر.. اخرج بسرعة .. ولا كلمة.. اجتماع هام
المهرج: ما هذا الغموض.. ما هذه القبعة؟
الشرطي: اجتماعٌ هام مع مندوب عن الحكومة الاسبانية
المهرج: (هلعاً وقد لعب الفأر في عُبِّه) مولاي
الشرطي: (مشيراً إلى باب الخروج) إذا سمحتَ وإلا أخرجتك بالقوة.
المهرج: (متوسلاً بحرارة) أرجوك. كلمة واحدة وانصرف
الشرطي: (يوافق على مضض بعد أن قرع الجرس في الغرفة الجانبية فينصرف
عنه إلى الداخل) بسرعة قبل أن يراك أحد.
المهرج: (متضرعاً أمام الزنزانة) يجب أن نهربَ يا مولاي
صقر: أهرب؟ وهل جئت من قبري وقطعت ألف عام من العصر الأموي حتى الآن لأهرب؟
المهرج: ولكن الماء تجري من تحتك.
صقر: أين الماء؟ لا أجد أثر لهذا الماء
المهرج: هنا تحت قدميك. تحت الأرض في كل مكان
صقر: (ساخراً) متشائم دائماً متشائم
المهرج: ستغرقُ يا مولاي وأنت لا تجيد السباحة. سيفك ودروعك الأندلسية
ليست بالحراشف الملائمة لأمواج القرن العشرين.
صقر: إن تشاؤمك يعذبني أكثر من سجني. لقد تأكدوا من شخصيتي واعتذروا
مني وارتموا على صدري وقبلوا يدي ماذا تريد أكثر من ذلك؟
الشرطي: (يخرج ويغلق الباب وقبل أن يغادر المسرح إلى غرفة أخرى يقول) بسرعة ..
بسرعة.. سوف أفقد وظيفتي.
المهرج: لحظة فقط (لصقر قريش) إنك لا تفهم. لا تفهم يا مولاي
صقر: ألم ترَ الوجوه يغمرها الفرح؟ ألم تسمع الهتافات تدوي في الشوارع..
المهرج: ليس المهم ما يجري في الشوارع. بل ما يجري هان في الغُرف السرية
(يشير إلى غرفة الاجتماع) (يعود الشرطي حاملاً صينيه عليها مشروب) عليك أن تهرب.
الشرطي مشغول كما ترى والقضبان ليست متينة.
صقر: لن أهرب لن أهرب. ما جئت لأهرب.
المهرج: مازلت مصراً على تحرير فلسطين
صقر: طبعاً . إن هي إلا إجراءات شكلية وأكون حراً كالصقر طليقاً كالريح فوق الرمال
والمضارب العربية.
المهرج: دعك من الشعر الآن.
الشركي: (يأتي غاضباً) ألا تفهم من كلمة واحدة
المهرج: كلمة أخيرة أرجوك (الشرطي يهرول بعد أن يسمع الجرس مرة أخرى)
مولاي إنك تحتفظ تحت عقالك الطاهر هذا بذكريات أكل الدهر عليها وشرب. أيةُ
مضارب وأية رمال تتحدث عنها. حتى لو قُدِّرَ لك أن تخرج حراً من هنا،
وهذا ما لن يحدثَ أبداً وترى ما خلف هذه الجدران من خوفٍ وجوعٍ ولا مبالاة.
وما يتراكم في خنادق الحرب من الغبار وبول المارة. سوف تقبلني على خدي هذا احتراماً
لتشاؤمي.
صقر: قد يتزعزعُ برجُ بابل من أساسه.. وتنهار جبال الكون من جذورها. ولكن ثقتي بهذه
الأمة لن تتزعزع.. وإيماني بهؤلاء الأحفاد.. لن ينهار.
المهرج: حسناً. احتفظ بتفاؤلك كالسردين. فلن يطول بك الوقت حتى تنبعثَ منه
رائحة أين منها رائحة المقابر.. رائحة المستنقعات. وداعاً يا جدي (يقبل يده الممدوة من
خلال القضبان وهو يبكي)
صقر: (يلثم رأسه حزيناً) وداعاً يا غرابي الصغير الشرط


====== الستار =======


====== الستار =======


====== الستار =======


" تم بعون الله "

زائر
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المهــــــــــــــــرج 3 Empty رد: المهــــــــــــــــرج 3

مُساهمة من طرف almayasa الخميس مايو 01, 2008 2:21 pm

مسرحية جميلة شكرا و مشوقة

شكرا لك ساو واكثر ما اعجبني هو المقدمة التي وضعتها فدمت للمنتدى
almayasa
almayasa
نائبه المدير
نائبه المدير

انثى
عدد الرسائل : 270
تاريخ التسجيل : 16/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

المهــــــــــــــــرج 3 Empty رد: المهــــــــــــــــرج 3

مُساهمة من طرف زائر الأحد مايو 04, 2008 1:02 am

almayasa كتب:مسرحية جميلة شكرا و مشوقة

شكرا لك ساو واكثر ما اعجبني هو المقدمة التي وضعتها فدمت للمنتدى

========================

مشكورة ميسو على مرورك المثير

والمقدمة كان الفضل الاكبر لك و لمساعدتك لي

فشكرا لك !

=========

زائر
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى