شباب العرب لكل العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المهــــــــــــــــرج 2 ـ 2

اذهب الى الأسفل

المهــــــــــــــــرج 2 ـ 2 Empty المهــــــــــــــــرج 2 ـ 2

مُساهمة من طرف زائر الخميس مايو 01, 2008 4:15 am

المهرج: ولكن الاسكندرون هي الأخرى.
صقر: (متأهباً للضحك ظناً منه والآخران أنه مزاح في مزاح) ماذا رحمها الله؟
المهرج: منذ عشرات السنين _ احتلها الأتراك.
(وينفجر الثلاثة ضاحكين مرة أخرى)
صقر: طُرفة.. طُرفة ثانية يا أبا خالد. الأتراك الذين كنت آنف من محاربتهم بسيف من تنك.
أبو خالد: وأي طرفة؟
عبيد الله : لم يقلها أبو نواس.
المهرج: (بعد ضحكة مرتبكة صفراء) إنكم لا تفهمون قصدي.. ذهبتْ هي.. الأخرى
صقر: (وهو يغالب ضحكه) فهمت. فهمت الأندلس كبيره.. والاسكندرون صغيره
أبو خالد: وتريد ولاية وسطاً
عبيد الله: بين بين.
المهرج: إما لا تفهمون.. أو تتجاهلون.. الموضوع
صقر: (وقد بدأت تعود إليه جدّيتهُ) يجب أن ننتهي من هذا الموضوع بسرعة.
لقد لهونا ما فيه الكفاية (يبحث في الخريطة) وجدتها. لا هي في أقصى الجنوب
كالأندلس ولا في في أقصى الشمال كالاسكندرون. بينهما تماماً فلسطين لقد انتهينا
(يطوي الخريطة)
المهرج: (وكأنه وجد عقرباً في لقمته) فلسطين
صقر: أجملُ بلاد الدنيا قاطبه
عبيد الله: لا حُجَّةَ لك عليها
المهرج: ولكن
أبو خالد: لا تكن مغناجاً.
المهرج: افهموني
صقر: أووه. ماذا تريد أن أعيِّنَك ؟ أميراً للمؤمنين؟
المهرج: لا لا لا . المشكلة أن فلسطين هي الأخرى
صقر: (غاضباً) لم أعد أطيقُ مزاحك.ثلاث ولايات معجونة ذرة ذرة بدمائنا ودموعنا،
لن أقبل أبداً أن تكون موضوعاً للتفكُّه.
المهرج: لست مازحاً يا مولاي. ثم جئتُ من القرن العشرين حتى العصر الأموي
لأطلقَ الفكاهات (الثلاثة يشهرون سيوفهم)
عبيد الله: إنك تلعب بالنار
صقر: حذارِ وإلا فالملائكة لن تشفعَ لك عندي
أبو خالد: فلسطين.. مهبط الرسل والأنبياء..
المهرج: نعم .. نعم.. فلسطين مهبط الرسل والأنبياء.. أصبحت مهبط الفانتوم والمظليين.
التهمها اليهود منذ عشرين سنة.
صقر: اليهود!
أبو خالد: قمامةُ التاريخ.
عبيد الله: حثالة الفتوحات.
صقر: مستحيل. قد تُطردُ النجوم من السماء. ولكن العرب لا يطردون من ديارهم.
قد تفرُّ الأظافر من أصابعها ولكن العربي لا يفرُّ من وطنه.. الأندلس.. الأندلس الحمراء
كدمي.. كيف ضاعت؟
المهرج: لا أعرف. لم أكن مولوداً بعد.
صقر: ليتك لم تولد أبداً.
أبو خالد: والاسكندرون.. الاسكندرون الطفلة برياحها وصخورها وأمواجها.. كيف اندثرت؟
المهرج: في أعقاب الحرب العالمية الأولى وبعد توقيع معاهدة سايكس بيكو
راح الاستعمار الغاشم...
صقر: وفلسطين.. فلسطين الملوَّنةُ كأزهار الربيع.. كيف جفَّتْ وذَبُلَتْ؟
المهرج: في أعقاب الحرب العالمية الثانية وتوقيع وعد بلفور.. راح الاستعمار البغيض...
صقر: يافا.. حيفا.. القدس .. بيت لحم.. من يقرع أبوابها؟ من يعبر دروبها؟
المهرج: الصهاينة (مطمئناً) ولكن وضعهم في الداخل متضعضع.
صقر: (ساخراً) وأنتم؟
المهرج: (بحماسة) نحن نرصُّ الصفوف ونحشرُ الطاقات لزجها في المعركة.
صقر: أحقاً؟
المهرج: طبعاً يا مولاي طبعاً. لقد تنبَّه الرأي العام العالمي لخطورة هذه القضية
وأخذ ينظر إليها نظرة جدية. ونحن بدورنا أقمنا الدنيا وأقعدناها وبرقيات التأييد تنهال
علينا من كل حدبٍ وصوب، ومشاعر الاستنكار تعمُّ أرجاء العالم.. فهناك نقابة النجارين
في غواتيمالا تعطفُ على قضيتنا، واتحاد النحاس والألمنيوم في ساغالي ماغالي يؤيد
نضالنا وكفاحنا.
صقر: ساغالي ماغالي؟
المهرج: نعم. وجمعية مربيي الدواجن في الدانمارك تندّدُ بالمؤامرات الاستعمارية علينا.
عبيد الله: تنتظرون العون من الدجاج؟
المهرج: لحظه. وثوار ايرلندا وبوليفيا وموزمبيق.
أبو خالد: موزمبيق؟
المهرج: نعم موزمبيق وانغولا وفييتنام ولاوس .. كلهم كلهم دون استثناء يؤيدوننا
ويعطفون على نضالنا.. فماذا تريدون أكثر من ذلك..
صقر: إنه مهرج.
عبيد الله: إنه غراب.
أبو خالد: الموت للغراب.. (يشهر سيفه)
صقر: الموت. الموت. الموت ولكن أيُّ سيفٍ عربي يقبل بهذه المهمة النتنة.
عبيد الله: لنجلدْهُ بالسياط.
صقر: لا. والسياط أيضاً لها كرامتها.
أبو خالد: لنسلخْ جلده.. لنشْوِهِ على النار.
صقر: لا. لا سيظل هناك رماده..
عبيد الله: ماذا سنفعل به إذن يا مولاي..
صقر: دعوني أفكر.. دعوني أفكر بحق الصحابه.. (يلقي بالنظارات على الأرض كما
يلقي كل من عبيد الله وأبو خالد هديته) خذ هداياك النتنة،
واجمع حوائجك القذرة وانتظر العقاب (المهرج يلملم الهدايا ويضعها في التابوت ثم
يتمدد فيه انتظاراً لما يجد في الموقف) سأنفيه.
أبو خالد: نِعْمَ العقاب.
عبيد الله: بعيدا بعيداً حتى لا يبقى منه أثر.
صقر: سأنفيه إلى مكان لا ينبت فيه زرع، ولا يسيل ضرع.
أبو خالد: إلى الربع الخالي.
صقر: لا. سيكون قريباً من بيت الله. سأنفيه إلى سيناء
المهرج: (يقفز مذعوراً عند سماعه هذه الكلمة ويستغل انصراف الآخرين في
مناقشة أمره ويتسلق عموداً متصلاً بالسقف).
صقر: نعم إلى سيناء حيث لاماء ولا شجر .. حتى يتشقَّقَ جلده وتتقرَّحَ أجفانه
وتتساقط أسنانه.. ليكون عبرة لمن اعتبر.. هيا أيها الصعلوك (يبحث عنه فلا يجده
ينظر إلى العمود فتزداد دهشته ) ماذا تفعل عندك أيها القرد؟
المهرج: مولاي، وسيناء هي الأخرى رحمها الله.
صقر: (صارخاً بأعلى صوته) اقتلوه.
أبو خالد: (وهو ينادي خارج المسرح) أيها العرب اقتلوه
عبيد الله: ارجموه.
صقر: وسيناء أيضاً أيها البومة.
المهرج: سيناء، وشرم الشيخ وجبل الشيخ و ..
صقر: إذن نادِ على شيخ يقرأ الفاتحة على روحك (يدخل الأعراب هائجين مكبرين
شاهرين سياطهم وسيوفهم ويحاولون جذبه عن العمود وهو يستيث ويستنجد. فيتمكنون منه..
ويتكومون فوقه كالنمل شتماً وضرباً واستنكاراً).
صوت: ارجموه.
صوت: ارجموه.
صوت: اشنقوه.
صقر: إنه غراب.. غراب..
أبو خالد: ليس عربياً ، ولا أعجمياً.
عبيد الله: انه يهوذا .
أصوات: أرِنا وجهك ويديك وعينيك وأذنيك (المهرج يتملصُ منهم بصعوبة ممزق
الثياب معفَّرَ الوجه بالتراب والكدمات، يلتقط حجراً ويقف قبالتهم مهدداً بمرارة ويأس وجنون)
المهرج: ابعدوا عني أيها الوحوش. إنني عربيٌّ من رأسي إلى أخمص قدمي. رضعت حليباً
عربياً وتنشَّقتُ هواءً عربياً، وجُلدتُ بسياط عربيه..
صقر: (وقد مسَّتْ كلمات المهرج قلبه) لا يهمني أن أعرف حسبك ونسبك..
أريد أن أعرف كيف ضاعت فلسطين؟
المهرج: ضاعت بالخُطب؟.
صقر: الخُطب؟ وماذا تعني بالخطب؟
المهرج: (ينسى تعاسته على الفور ويتقمص شخصية خطيب معاصر) أيها الأخوة المواطنون..
أيها الشعب الكريم (ثم يقفز ويهلل ويصفق كواحد من الغوغاء ويغني) يا فلسطين
جينالك وجينا وجينالك جينالك.
صقر: (وسط القهقهات رغم دقة الموقف). يكفي، يكفي قبّحك الله..
المهرج: هكذا ضاعت فلسطين.. يا أجدادي.
صقر: الأندلس.. الاسكندرون. فلسطين .. سيناء .. ماذا بقي من أمة العرب بحق السموات؟
المهرج: بقيت جبال من التخلف
صقر: أزيلوها يا أحفادي أزيلوها..
المهرج: ومن يزيلها يا مولاي.. الآلهة لا تزيلها
صقر: الشعب. أين الشعب؟
المهرج: هذا هو شعبك يا صقر قريش (يُسلَّط ضوءٌ أزرق حيث يشير المهرج إلى إحدى
الزوايا الفارغة حيث يظهر شخصٌ بائس من عامة الشعب في الوقت الحاضر
وهو يحمل بضعة أرغفة ويسير ملتصقاً بالحائط).
الشخص الأول: امشي الحيط الحيط وقول يا رب السترة (يختفي ويظهر شخص آخر يحمل سلَّه).
الشخص الثاني: مين ما أخذ أمي بقللو يا عمي.
الشخص الثالث: لا تنام بين القبور ولا تشوف منامات وحشه.
الشخص الرابع: العين ما بتقاوم مخرز..
المهرج: (يختفي الضوء باختفاء الأشخاص) هذا هو شعبُكَ . هؤلاء أحفادك يا صقر قريش.
صقر: لا أصدق عيني، لا أصدق أذني..
أبو خالد: مستحيل.. مستحيل العربي أشجع إنسان في التاريخ.
المهرج: كنا شجعاناً يا أجدادي.. شجعاناً وأبرياء ومغامرين.. ولكنهم جردونا من كل شيء..
الشجاعة.. الشرف.. الكرامة .. الكبرياء.. لقد حوَّلونا إلى أرانب.
صقر: أرانب؟
المهرج: وصراصير أيضاً.
صقر: (بتعاطف واضح) من هم يا بنيّ.. من حوَّلكم إلى أرانب؟ تكلم لا تَخَفْ ..
نحن أجدادك.. لا تخف منا.
المهرج: (يهمس في أذن صقر قريش بعد تردد)
صقر: من؟ الارهاب؟
المهرج: (يكرر الهمس ثانية)
صقر: من؟ المباحث؟ ماذا تقصد؟ بالمباحث؟
صقر: (هامساً للمرة الثالثة) الشرطة.
صقر: (ينفجر ضاحكاً) الشرطة (الجميع يضحكون ويرددون هذه الكلمة بسخرية واستخفاف)
المهرج: ايه.. لا تضحكوا يا أجدادي انكم لا تعرفونهم .
صقر: وكيف لا نعرفهم؟ أليسوا أولئك الرجال البسطاء الذين يحملون الهراوات،
ويقبضون على اللصوص والأفاقين.
المهرج: بلى.. ولكنهم الآن يقبضون على كل شيء.. لقد تطوروا يا أجدادي..
وجعلوا من الارهاب فناً قائماً بذاته.. كالنحت .. كالموسيقى.. إن عنتر بنفسه لو وقع
بين أيديهم سوف يتحطم وينهار.
صقر: هراء.. العربي أشجع إنسان في التاريخ . لو سلخوا جلده عن عظمه لن يجبن ولن ينهار.
أبو خالد: (مشيراً إلى من حوله) لقد خاضوا حروباً بعدد ورق الشجر. وفي جِلْدِ أيٍّ منهم
تجد من الطعنات أكثر مما تجد من الشعر والمسام.. ومع ذلك تراه دائماً ذلك الفارس
الصنديد (ضحكات)
المهرج: الحربُ على صهوات الجياد شيءٌ وفي أقبية التحقيق شيء آخر (ضحكات)
صقر: مستحيل.. العربي أشجع إنسان في العالم.
المهرج: هل تراهن؟
صقر: على ماذا؟
المهرج: تعطيني أشجعَ فارس بينكم. أشجعهم وأكثرهم احتمالاً وأريك بعينك كيف يتحطم
وينهار.. بدقائق فقط.. دقائق معدودات.
صقر: (مقهقهاً) خذ من تشاء .. كلهم صناديد.
(يتسابق العديد من الرجال لهذه المهمة باستخفاف)
أعرابي: أنا يا مولاي.
أعرابي: أنا أيها الأمير.
أعرابي: أنا لها.
دحام: (يظهر فارس عملاق مسلح بالسيف والدرع والخنجر ويتقدم الصفوف
بعظمة واستخفاف) لا لا أنا..
صقر: دحام.
أصوات: نعم دحام.. دحام.
المهرج: حسن أين هذا الدحام..
دحام: (يقترب منه) معك له بضع دقائق فقط بل بضع سنوات
(ينظر إلى رفاقه غامزاً وساخراً).
المهرج: سنرى بعد قليل (لصقر قريش) ويلزمني عددٌ آخر من الرجال في مثل قوَّتِهِ
واحتماله ليساعدوني في مهمتي.
صقر: انتقِ من تريد كلهم فحول.
عبيد الله: صناديد لا يهابون الموت.
أبو خالد: جاهل.
أعرابي: أنا يا مولاي.
أعرابي: أنا .. أنا (المهرج ينتقي عدداً منهم ويعزلهم عن الجميع).
صقر: يضيِّعُ وقتنا ووقته.
عبيد الله: لا يعرف من أي معدنٍ هذا الدحام.
أبو خالد: سيعرف بعد قليل.
المهرج: حسناً حسناً (لمعاونيه) امسكوه جيداً من هنا ومن هنا (يتم تجريد دحام من كل
أسلحته ويقبض عليه المعاونون بإحكام دون أن تفارقه سخريته واستخفافه بالتجربة
كلها. وفجأة تأتيه لطمة قوية من يد المهرج فيجفلُ وتصدرُ همهماتٌ عن الآخرين
تخلو من السخرية أو الضحك)
المهرج: اخرس بدون ضحك. اسمك.
دحام: دحام.
المهرج: (يصفعه) كذاب.
دحام: وهل أكذب في اسمي.
المهرج: طبعاً. أنت غامضٌ ومشبوه.
داحم: غامضٌ ومشبوه؟
المهرج: (يصفعه) اخرس
دحام: ...
المهرج: حقير (يصفعه ويركله) أين كنت البارحة؟
دحام: في البيت.
المهرج: كذابٌ حقير (يصفعه بقوة).
دحام: أقسم بشرفي كنت في البيت إسأل زوجتي.
المهرج: (ينهال عليه صفعاً وركلاً) ومتزوج أيضاً يا سافل يا منحط يا حقير. متزوج؟
دحام: سبِّحْ بالرحمن يا رجل. سبِّحْ بالرحمن.
المهرج: (يضربه بلا شفقة حتى آخر المشهد) سأحطم هذا الرأس.. هذا الرأس سأحطمه.
دحام: (وقد أصيب بالذعر) مولاي..
المهرج: اخرس.. متآمر.
دحام: متآمر؟ على من متآمر؟
المهرج: على الشعب على الجماهير (يصفعه ويرفسه).
دحام: مولاي .. أيها الأمير..
المهرج: متى دخلتَ في الحزب؟
دحام: أي حزب؟
المهرج: (يضربه بسوطه) الحزب. الحزب متي انتسبتَ إليه متى؟
دحام: أيّ حزبٍ دعني أفهم.
المهرج: الحزب الوطني (يصفعه).
دحام: لا والله.
المهرج: الحزب التقدمي (يصفعه).
دحام: لا وربي.
المهرج: إذن الحزب التقدمي الوطني (يجلده بدون شفقة)
دحام: لا والذي بسط الأرض ورفع .. آه .. آه
المهرج: (يعدد له كل أحزاب الوطن العربي خلال الضرب والرفس)
دحام: (وهو يتأوه) لا والذي رفع السموات.
المهرج: إذن الحزب الديغولي.
دحام: لا.
المهرج: حزب العمال (يدق رأسه بالأرض) حزب المحافظين
دحام: نعم .. نعم.. نعم
المهرج: (متنفساً الصعداء ومبلغاً من حوله) اعترَف. من حزب المحافظين
(للمهرج المولول) مَنْ معك في المؤامرة؟
دحام: أية مؤامرة؟
المهرج: (مستأنفاً الضرب) المؤامرة.. المؤامرة. اعترف
دحام: (مستنجداً) مولاي.. عبيد الله.. أبو خالد.. أغيثوني (الجميع صامتون ويقتربون
بحركة لا شعورية من منافذ النجاة وقد سيطر عليهم رعبٌ قاتل)
المهرج: هذه الشواربُ سأقتلعها. هذه اللحية سأشمطها.
دحام: (قافزاً ) آه لحيتي.. شواربي
المهرج: أين تجتمعون؟ في أي بيت.. تكلم اعترف.
دحام: سمِّ بالله يا رجل..
المهرج: حسناً.. هاتوا المنفاخ (المعاونون يلبون طلبه بخوف وسرعة.
يتصرَّفُ المهرج وكأنه وضع المنفاخ في مكان معين ويبدأ بالضغط على قبضة المنفاخ)
اعترفْ.. اعترف يا كلب
دحام: (وهو يعوي من الألم) آه.. مؤخرتي..
المهرج: من معك في المؤامرة من؟
دحام: لا أعلم.. لا أعرف.. آه .. آه
المهرج: (مشيراً إلى الآخرين) مَنْ من هؤلاء شريكك في المؤامرة؟
دحام: لا أحد.. لا أحد.. آه .. آه..
المهرج: من؟ تكلم
دحام: (يشير إلى أحد الأعراب لانقاذ نفسه) هذا (يهرب الرجل الذي أشار إليه)
المهرج: ومن أيضاً؟
دحام: وهذا وذاك وذياك (يهرب الجميع لا يلوون على شيء بما فيهم عبيد الله وأبو خالد)
باستثناء صقر قريش الذي أصبح كالتمثال.)
المهرج: والآن.. وقع هنا..
دحام: (وهو يبكي) سأوقع.. سأوقع (يمد يديه كالأعمى)
المهرج: وأقسم بأنك لن تدخل في حزب من الأحزاب
دحام: لن أدخل ولن أخرج..
المهرج: (يركله ويصفعه الصفعات الأخيرة بينما دحام لا يعرف
كيف ينتعل خفه) وأنك لن تغادر البيت وستنام منذ غروب الشمس.
دحام: سأنام.. سأفيق.. سأقبِّلُ يديك ورجليك وخُفَّيك (يرتمي على قدمي المهرج
منتحباً مقبلاً بينما يرفسه هذا في قفاه بقوة)
المهرج: والآن اغربْ عن وجهي يا جاسوس يا حقير
دحام: (وهو يبحث كالأعمى عن منفذ للخروج) بأمرك سيدي..
بأمرك مولاي آه رأسي.. آه ظهري..
المهرج: (وهو يطرح السوط جانباً وينفض يديه كالمعلم بعد انتهاء الدرس
مخاطباً صقر قريش) والآن قل لدحَّامك البطل أن يحارب. ضع في كل اصبع من أصابعه ،
بل في كل سلامية من سلامياته.. سيفاً ورمحاً وترساً وادعِهِ إلى الحرب. لن يحارب
سيُهزَمُ أمام دجاجه.
صقر: (يبصق جانباً) اللعنة عليكم. اللعنة عليكم. على حضاراتكم وبراداتكم وغسالاتكم اللعنه..
اللعنه.. اللعنه (يدور كالمنذهل ويبحث عن شيء ما يسند رأسه إليه)
المهرج: (وهو يشعل سيكارة) هذه.. مسطرة .. مسطرة.. فقط
صقر: أعطني من هذه التي تزيلُ الهموم.
المهرج: (وهو يعطيه سيكارة ويشعلها له) مسطرة فقط يا مولاي مما قاسينا
ويقاسيه أحفادك منذ قرون.
صقر: (وكأنه يسأل الجدران) أليس عندكم كرامة؟
المهرج: عندنا.. ولكنها ممنوعة.. كلمخدر كالهيرويين
صقر: (يتفل) ولا قطرة دم عربية؟
المهرج: لا عربية ولا أعجمية. كل دمائنا ذهبت هدراً على هروات الشرطه.. ومواعيد
الحيض. إذا لم يكن كلُّ إنسان، فكل عائلة يا جدي عانى واحدٌ من أفرادها.. مثلما رأيت.
الأبن الأكبر، أو الأصغر. الأم أو الجد أو الجدة. آلاف الشوارب العربية اقتُلِعَتْ من جذورها
والقيتْ في سلال المهملات. مئاتُ اللِّحى الطاهرة مُرّغتْ في الرغام.. حتى الطيور في السماء
لم تعدْ تميِّزُ بين رؤوس الأغصان ورؤوس الحراب.
صقر: (بشفقة صميمية) يا للأحفاد التعساء
المهرج: لقد حوّلونا إلى مائة مليون فأر أمام مصيدة كبيرةٍ تمتد من الجاهلية حتى القرن
العشرين. باسم فلسطين.
صقر: (يكاد يبكي) يا للأحفاد المساكين.
المهرج: نحن رجال في الهوية فقط أما في الداخل. في الأعماق فنحن فئران.. صراصير
(يرمي هويته الشخصية على الأرض)
صقر: (بأمل حزين) ومع ذلك لا بد من حل (منادياً) أبا خالد.. عبيد الله..
المهرج: عبثاً تنادي أيها الأمير.. فالزهرةُ المقطوفة لن تعود إلى غصنها أبداً.
صقر: (مكرراً نداءه بين الحزم والاستجداء) لا بد من حل.. لا بد من حل.. أبا خالد عبيد الله
أيها الفرسان.. أين أنتم يا أبناء ويا رفاقي (لا يجيبه سوى الصدى الحزين لندائه)
المهرج: عبثاً تنادي عبثاً تحاول يا مولاي.. الوحشةُ قابعه كصغار البيض في الأعماق
ولاستئصالها ينبغي تحطيم كل شيء..
صقر: ولكن من ينقذُ الأحفاد غير الأجداد؟
المهرج: لا أحد.. لا أحد.. ولكن أيّ جد مغفّلٍ يفقد صوابه ويغامر؟
صقر: أنا.
الهرج: (بهلع) أنت؟
صقر: نعم أنا صقر قريش عبد الرحمن الداخل بسيفي هذا سأعيد للأرض العربيه كرامتها.
المهرج: مولاي.
صقر: وللوجوه العابسة ابتسامتها، وللسهول المقفره.. جداولها وأزهارها أنا أنا.. سأحرِّر
فلسطين (ينادي بحماس) أيها السائس.. اسرج لي جواداً بسرعة الريح
المهرج: (يحاول منعه من الخروج بكل وسيلة) لا لا.. سوف تندم يا مولاي
صقر: دعني .. أنت غراب .. أنت قطيعٌ من الغربان.
المهرج: (وقد سمع صهيل الجواد في الخارج) ستندم يا مولاي.
صقر: (وهو يخرج شاهراً سيفه) إليك عني. أنا صقر قريش. فاتح لأندلس.
المهرج: (ينوح وقد سمع صهيل الجواد يمتزج بوقع الحوافر المبتعدة).
,,,,,,,
يتبع الفصل الثالث
=====

زائر
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى